اكتب هذا الموضوع لأن الأوان قد حان و نحن فى القرن الواحد و العشرين ان يعرف المرضى حقوقهم و ان يمارسوها و منها مناقشة الطبيب المعالج.
لابد من عدم الخوف من سؤال و النقاش مع الطبيب المعالج فى التشخيص و العلاج و معرفة نسب النجاح و المضاعفات لأن القرار النهائى لابد ان يشارك فى اتخاذه المريض حتى لا يأتى اليوم و يقول الدكتور فعل هذا بى و حدثت لى مضاعفات كذا و كذا.
فنحن نعتبر الطبيب هو الوالد الذى نتكل عليه و نترك له اتخاذ كل القرارات حتى يتحمل هو المسئولية فى المشاكل و المضاعفات اذا حدثت و نكتفى بدور الضحية فى كثير من الأحيان و ايضا كمثال الفتاة التى يفرض عليها والدها الزواج من شخص تستمر معه مدى الحياة بدون اى مناقشة .
المرضى و بالذات السيدات , الكثير منهم يخشون اغضاب الطبيب بمناقشته و سأله عن حالتهم و اسلوب العلاج الأمثل و لماذا و ما هى المضاعفات المحتملة و نسبها و نسب النجاح و البدائل العلاجية الأخرى .
عدم السؤال و المناقشة خطأ جسيم قد يكون ناشئ من اسلوب التربية التى تنشأ عليه الكثير من الفتيات و هو الطاعة و عدم المناقشة تماما.
أما من الناحية الأخرى اذا رفض الطبيب الرد على الأسئلة بداعى الإنشغال او عدم وجود سبب للشرح للمريض بدعوى انه جاهل بالأمور الطبية فهذا كلام مغلوط و ايضا خطأ مهنى و اهمال طبى لأن الكثير من هؤلاء الأطباء و بالذات المشاهير منهم الذين ليس لديهم وقت للمناقشة و يستكبرون ان يناقشوا المرضى يظهرون فى البرامج التلفزيونية للشرح بإستفاضة و سهولة و يسر و بطريقة مبسطة حتى تصل المعلومة للمريض!!
اى عملية تتم يجب ان يكون هناك اتفاق من الطرفين بأن الطبيب شرح للمريضة او المريض حالته المرضية و اساليب العلاج و مميزات و مضاعفات كل طريقة و تم الإتفاق بين الطرفين على اتباع هذا العلاج الذى يتحمل تباعاته غالبا المريض نفسه.
و بالمناسبة يسمى هذا الإقرار الطبى بالموافقة على العملية و لكن الكثير من الأطباء يسئ استخدامه و فى مثال شهير فى حالات استئصال الأورام الليفية (الياف الرحم) فمثلا يطلب طبيب النساء و التوليد من المريضة التوقيع على الإقرار بالموافقة على اسئصال الرحم بالكامل فى حالة حدوث نزيف اثناء الجراحة و هذا من حقه بالفعل ان يطلب هذا لأنه قد ينقذ حياة المريضة و لكن يطلب هذا الإقرار الطبى بعد و اكرر بعد ان يخبرها بالبدائل العلاجية و بعد ان يناقش الحالة و نسب حدوث المضاعفات و يكون هذا العلاج هو الوحيد بدون بديل و بموافقة المريضة.
من حق المريض او المريضة السؤال عن مصدر المعلومات و المرجع الطبى و عدم الخوف من الطبيب فهو بشر مثلنا و ليس اله و يمكن ان يخطئ و يمكن مراجعته و ليس ادل على ذلك من سؤال الصحابة و الصحابيات للرسول (صلى الله عليه و سلم) و مناقشته فى امور الدين و الدنيا . الطبيب ليس افض او اعلى مكانه من الرسول (صلى الله عليه و سلم)